المعهد العالى للخدمه الاجتماعيه بقنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث عن دور الاخصائى فى المجال الطبى

اذهب الى الأسفل

بحث عن دور الاخصائى فى المجال الطبى Empty بحث عن دور الاخصائى فى المجال الطبى

مُساهمة من طرف محمود المصراوى الأحد سبتمبر 18, 2011 1:20 pm


1 ) مقدمة :-

يقول الدكتور تاروت F.theart)) ، الطبيب النفسي المحاضر في مدرسة الخدمة الاجتماعية بجامعة كولومبيا Columbia-u )) إن المشاكل التي تستحق للخدمة الاجتماعية الطبية دراستها هي كل الأعراض الجسمية والوجدانية وأنواع السلوك وردود الفعل التي لا تناسب والمواقف التي تثيرها أو التي تبعثها المؤامرات الجسمية المختلفة من الأمراض على حياة الفرد.

وحيث أن الخدمة الاجتماعية ( ) تعمل في أغلب مجالات الحياة ومن هذه المجالات ما هو أساسي وما هو ثانوي ، وقد تؤدي الدور المهني المطلوب منها بشكل سليم .

فإن المجال الطبي هو من المجالات الهامة للخدمة الاجتماعية ، فهو رغم أنه بالنسبة للخدمة الاجتماعية الطبية دور معاون ، ولكن لا يعني أن اذا مورست الخدمة الاجتماعية في مجال يعتبر النسبة لها مجال ثانوي ، أي أن تكون اضافية ، فدورها أساسي لا يقل ان لم يعدل لأدوار رئيسية لمهنة الطب.

والمرض disease)) هو ذلك العامل الهام الذي يجعل الشخصية غير السوية تتأثر ومن ثم يحجز دورها الفعال بين أفراد المجتمع ، سواء كان هذا مجتمع الأسرة أو الزملاء أو المجتمع العريض.

2 ) منهج الدراسة :

اعتمدت هذه الدراسة على الجانب الوصفي التحليلي ، حيث حاولت التعرف على دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي مع توضيح الدور الفعلي لعمله مع الأجهزة الأخرى داخل المؤسسة الصحية من خلال التحليل لعدة تساؤلات مطروحة على المجال الطبي ، حتى يمكننا ابراز أهم الأدوار المطلوبة من الأخصائي داخل فريق العمل مع المريض .

3 ) الغرض من الدراسة :

حاولنا في دراستنا هذه توضيح الدور الفعلي للأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي من تحليلي الوصفي لهذا الدور وابراز أهمية العمل الاجتماعي في مجال المؤسسة الصحية التي يتواجد فيها المريض والطبيب والهيئة التمريضية والهيئة الادارية – وحاولنا من خلال عمل الأخصائي الاجتماعي توضيح تساؤلاتنا هذه حتى يكون الدور متكاملا ومترابطا مع الحالة المرضية للعميل المتعاون معه من خلال أهداف ومبادئ الخدمة الاجتماعية .
ولذلك كله كانت أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية – لتحديد استجابة المريض لمرضه ودراسة تاريخه المرضي والاجتماعي ولتحديد العوامل الكاملة في البيئة ومدى تأثرها على حالته الصحية ومدى تأثر ظروفه الاجتماعية والمرضية على مختلف جوانب حياته للوصول الى تحديد الاحتياجات الفعلية لكل مريض ، والموائمة الايجابية بينهما وبين الخدمة التي تقدمها المستشفى أو المؤسسة الطبية حتى يستطيع المريض بظروفه المحيطة به بناء شخصيته الفريدة من نوعها أن يسير نحو الشفاء وبأسرع قدر ممكن – دون أن يترك للمريض أي آثار ورواسب تؤثر عليه.

4 )هدف الدراسة :

الهدف من هذه الدراسة هو تقديم اطار تحليلي لدور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي والدور المتوقع منه بصفة عامة ثم التركيز على دوره التنموي في المجال داخل المؤسسة الطبية .

ويبرز هنا تساؤل يطرح نفسه هو هل الخدمة الاجتماعية الطبية (Medical social work) في دولة الكويت أدت الغرض من ادخالها الى وزارة الصحة منذ عام 1956)) حتى الآن واذا كانت لم تؤدي هذا الدور فما هو السبب؟ وهل يرجع ذلك الى المهنة نفسها أم الى المؤسسة الصحية أم لمهنة الطب أو الأطباء أو المجتمع الكويتي ؟!

5 ) الدراسات السابقة :

الدراسات السابقة للخدمة الاجتماعية في مجال الطب تكاد تكون نادرة من توضيح وتحليل هذا الدور مع اختلاف المجتمعات التي تهتم وتعرف المطلوب من الأخصائي الاجتماعي – ولكن في مجتمع الكويت هناك ندرة كبيرة في فهم المجتمع والمؤسسة الصحية لهذا الدور ، ولذلك فإن الدراسات السابقة هي مجرد تعريف لهذا الدور مع البعد عن التعمق لهذا الدور وتوضيحه بشكل سليم يخدم العمل المهني للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي .


بما أن للإنسان أربعة جوانب أساسية هي :

الجانب الجسمي ( Corporal Side) ، والجانب الاجتماعي Social side)) ، والجانب النفسي Physical Side)) ، والجانب الاقتصادي Economic Side)) ، وحين يمرض لا يتأثر الجانب الجسمي وحده ، وان كان هو أكثر الجوانب التي يتضح فيها هذا التأثر ، وفي نفس الوقت يترك المرض بصمات اجتماعية على المريض يتبعها آثار نفسية واقتصادية مكملة لها.

وبالنسبة للمجال الطبي Medical field)) فمهنة الطب Medical trade)) هي المهنة الأساسية ، ويتولى شاغلوها الأدوار الأساسيــة والخدمة الاجتماعية في المجال الطبي medical social work)) ليست لمساعدة المهنة الأساسية وهي الطب ولكنها لمساعدة الإنسان الذي يتعامل مع مهنة الطب.

ومن هذا المدخل يذكــر الباحــث إن دور الأخصائي الاجتماعي في مجال الطب (The social work in filed of medical) له الأهمية بما لا يجوز الاستغناء عن دوره الاجتماعي الطبي هو اغفال للآثار الاجتماعية للأمراض وبالتالي تكون ناتج العلاج Treatment cscorhes)) الذي لا يعتمد على دراسة الآثار والمظاهر الاجتماعية تكون نتائج غير كاملة ، وتعتبر مواجهة للموقف الحالي فقط دون البحث عن الأسباب الأساسية وراء المرض. ( 1 )

يرى الباحث إن الاجابة على هذا التساؤل ان ما حدث بالنسبة للخدمة الاجتماعية الطبية في دولة الكويت إن القائمين على الأمر آنذاك لم يدركوا أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ، ولم يعطوا الفرصة أو الدعم أو الاهتمام نحو المهنة ، بالاضافة الى أن المسؤولين في وزارة الصحة لم يضعوا متخصص في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية بل العكس وضعوا ولمدة 25 سنة طبيب Medical Doctor )) غير متخصص مديرا للخدمة الاجتماعية مما أدى الى القضاء على المهنة بالاضافة الى التعيين العشوائي بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين الغير متخصصين في مجال الخدمة الاجتماعية ومنهم من الآداب والاجتماع وحتى التاريخ بالاضافة الى عدم وجود خبرة تدريبية في المجال الطبي قبل التعيين.

والمشكلة إذن هي أنه لا يوجد حتى الآن خدمة اجتماعية طبية نابعة من المهنة الأساسية ويضاف الى أنهم حاولوا نقل النماذج من البلاد الأخرى الى الكويت دون أن يلائموا بينها وبين المجتمع الكويتي من حيث الظروف العلاقات الاجتماعية بالاضافة الى المستوى الصحي الاقتصادي.

لكل هذه الأسباب من وجهة نظر الباحث أدت الى أن الدور الحالي للأخصائي الاجتماعي الطبي Medical social work)) الذي يتصف بالندرة ، وأصبح في الامكان القول من المتصلين به سواء من جمهور المستفيدين أو من اللذين يؤدون الأدوار الأخرى المرسومة والموجودة في المؤسسات الطبية يتساءلون ما هو هدف وجود الخدمة الاجتماعية في المؤسسات والمراكز الطبية في دولة الكويت ؟ !

مثل هذه الاستفسارات يعتبر خطرا على المهنة ، وفي المجال الطبي بالذات – وينعكس أثره على المهنيين أنفسهم ، وأود أن أذكر أن قضية الخدمة الاجتماعية الطبية في الكويت تحتاج من العاملين بها أن يقفوا وقفة صريحة Clear self evident)) أمام أنفسهم ليجيبوا على هذه الأسئلة :

1. هل أدت الخدمة الاجتماعية الطبية في الكويت الى زيادة في العمل ،2. بمعنى آخر هل ساهمت في دراسة وتشخيص وعلاج ووقاية للمرضى والأصحاء ؟!
3. هل أصبحت الخدمة الاجتماعية الطبية في مستشفيات دولة الكويت من الأهمية بمكان بم لا يمكن الاستغناء عنها ؟
4. هل وضح الدور أمام الأخصائي الاجتماعي الطبي ،5. وأمام المستفيدين من خدماته ؟
6. هل تمارس الخدمة الاجتماعية الطبية بأسلوب علمي من خلال التخطيط أو تمارس بأسلوب تقليدي قديم ؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير ما يمكن أن يتوارد على ذهن القارئ أو المتخصص في مجال الخدمة الاجتماعية خاصة وأن البحث موجه الى الممارسين للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) Anselm . L strauss , social work organization of medical work , transation publishers , July 1997 .
التساؤل الأول :

هل أدت الخدمة الاجتماعية الطبية في الكويت الى زيادة في العمل ، بمعنى آخر هل ساهمت في دراسة وتشخيص وعلاج ووقاية للمرضى والأصحاء ؟!

تمارس الخدمة الاجتماعية الطبية في الكويت حاليا في المجالات العلاجية وبعض المجالات الوقائية وتفصيل ذلك ما يلي :

الخدمة الاجتماعية الطبية في المجال الطبي الاجتماعي :

1- دراسة وتخطيط المشروعات الخاصة بالخدمة الاجتماعية ومحاولة رفع مستواه وزيادة فعاليتها في مجالات الطب العلاجي.( 2 )
2- اعداد التعليمات واللوائح والقرارات اللازمة لتنفيذ مشروعات الخدمة الاجتماعية في هذا المجال.
3- متابعة تنفيذ أنشطة الخدمة الاجتماعي بالوحدات الطبية والصحية على المستوى التنفيذي.
4- المرور الدوري على وحدات الخدمة الاجتماعية بالمجال العلاجي للتوجيه واستكمال أوجه النقص ومعرفة متطلبات العمل.
5- إجراء الاتصالات الخاصة بعمليات التنسيق بين خدمات المجتمع المحلي وبين الهيئات والمؤسسات ووزارات الخدمات المختلفة في الدولة.
6- التعاون مع اللجان الخاصة بدراسة الخدمات الاجتماعية في المجالات والدراسات الاجتماعية التي تبحث مشكلاتها الصحية والنفسية.
7- إعداد وتلقي التقارير الدورية عن أنشطة الخدمة الاجتماعية بالمجال العلاجي وتقديم التوصيات لخطة عمل القسم.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

2- محمد درويش المعصراوي – دور العلم في الصحة والمرض – مكتبة القاهرة الحديثة – القاهرة 1968
ب- الخدمة الاجتماعية الطبية في المجال الطبي الوقائي :

1- دراسة وتخطيط البرامج والمشروعات الاجتماعية فيما يتعلق بأنشطة الصحة الوقائية. ( 3 )
2- التنسيق المستمر مع قسم التثقيف الصحي لإعداد برامج الترشيد الصحي وخدمة البيئة.
3- إعداد التعليمات واللوائح والقرارات اللازمة لتنفيذ أنشطة الخدمة الاجتماعية في المجال الوقائي.
4- متابعة تنفيذ التعليمات فيما يتعلق بأنشطة الخدمة الاجتماعية بهذا المجال وتلقي المقترحات فيما يتعلق باستكمال أوجه القصور ومحاولة استكمالها.
5- الاتصالات الدورية بالهيئات والمؤسسات وجمعيات النشاط الأهلي فيما يتعلق بتبادل الخدمات الصحية والاجتماعية.
6- القيام بإعداد خطة التدريب العملي للعاملين في أنشطة الخدمة الاجتماعية الطبية ،7- ولطلبة الجامعة وجماعة خدمة المجتمع والتعليم المستمر.
8- التعاون مع اللجان ومجالس الخدمات فيما يتعلق بالدراسات الاجتماعية التي يمكن تقديمها في مجالات الرعاية الاجتماعية.
9- إعداد وتلقي التقارير الدورية والبيانات الاحصائية عن أنشطة الخدمة الاجتماعية بالمجال الوقائي ،10- وتقديم مقترحات لخطة عمل القسم.

يتضح من ذلك إن الخدمة الاجتماعية الطبية تعمل وفق برنامج عملي في مجال العلاج في المستشفيات التخصصية والمراكز الصحية ، وعلى متابعة الأدوار المطلوبة في تحديد الفعلي للخدمة الاجتماعية بالتعاون مع اللجان الخاصة بدراسة الخدمات الصحية والاجتماعية ، وكذلك بالتنسيق المستمر مع قسم التثقيف الصحي Health Education)) لإعداد برامج التثقيف الصحي والصحة الوقائية ، وذلك لتنفيذ برامج الخدمة الاجتماعية في المجال الوقائي للصحة في المجتمع الكويتي من الأمراض.

هذا بالطبع من ناحية المجالات التي تمارس فيها ، وقد يتجمع البعض بأن ذلك راجع الى قصور في عدد الأخصائيين الاجتماعيين الطبيين من الكويتيين ، والباحث يؤيد تلك الناحية ولكن من ناحية أخرى لا يكون ذلك هو السبب الرئيسي وإن إغفال العمل في الجانب الوقائي لا يكون من طرف الاهمال فقط بل يكون في بعض الأحيان عن عمد.

نعود مرة أخرى الى التساؤل الأول وهو ، هل أدت الخدمة الاجتماعية الطبية في دولة الكويت زيادة العمل والخدمات أو النتائج ؟

إن اغفال النواحي النفسيــة والاجتماعية والاقتصادية لا يؤدي الى العلاج الحاسم والسريع ، فعلى سبيل المثال فإن الأمراض ذات الطبيعة الاجتماعية (الأمراض الجنسية) وكالتي تسبب في صميم الوضع الاجتماعي أو التي ينتج عنها أوضاعا اجتماعية من الأفضل أن يكون أمام الطبيب صورة واضحة عن وضعها الاجتماعي والبيئي ، فكيف يجري علاج المريض الصدر والعقاقير والبيئة ملوثة ونوع العمل الذي يؤديه في مكان ملوث بالهواء الفاسد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

3 ) Jack Rudman , Medical social work Assistant , National Leaming corporation , Jun 1994
والتي هي من الأسباب المؤدية الى المرض والتي ما زال يمارسها في عملة دون تغيير ، أو مريض القلب الذي يتعاطى الأدوية والعقاقير بصفة دائمة ويسكن في الأدوار العليا دون وجود أسانيد أو يعيش في ظروف أسرية أو اقتصادية صعبة.

كما إن تحديد الدور الواضح للأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي أن يرسم التشخيص الدراسة و رسم الخطة العلاجية (Treatment plan) التي لا شك إنها تساعد على شفاء المريض وتعديل مسار حياته وأسرته وبالتالي يقلل من دوره في البقاء في السرير ويعيده الى المجتمع ليصبح طاقة انتاجية بل قد يكون التدخل الاجتماعي Social Interventionism)) للمريض في بعض الأمراضPathogenesis) ) كالتدخل الجراحى (Interventionism) ، فقد يكشف الأخصائي الاجتماعي الطبي طاقات معطلة لدى المريض أو لدى أحد أفراد أسرته ويساعدهم على استثمارها وبالتالي يكون لعمله عائد وانتاج وحياة له فلأسرته. ( 4 )

وهذا أما وبالنسبة لدوره في مجال الوقائي (Preventive Field) فإننا نجد أنه دورا هامشيا حتى الآن ، رغما عن الوقاية الصحية تحتاج الى جهود الأخصائي الاجتماعي لأن البرامج الوقائية أن لم تكن تعتمد على دراسة واقعية لبيئة المريض وتوضيحا للأنماط الثقافية والحضارية والاجتماعية فإنها أي برامج الوقائية لا تجدي وتصبح برامج متشابهة وبعيدة عن المجال الوقائي .( 5 )

ومن هذا يتضح أن اشتراك الأخصائي الاجتماعي الطبي في المجال الوقائي كمخطط للبرامج وكمثقف صحي Health Educator)) اجتماعي يعطيه دورا وما يتبعه من مكانة اجتماعية ويصبح لتدخله الأثر الواضح في فاعلية هذه البرامج وبالتالي يصبح عمله انتاجيا لا مظهريا كم هو حادث الآن في المجال الطبي في دولة الكويت.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
4 ) محمد عبد المنعم نور – الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل – مكتبة القاهرة الحديثة – القاهرة 1971

5 ) Jack , R , Medical social work coordinator , National Leaming corporation , July 11994
التساؤل الثاني :
هل أصبحت الخدمة الاجتماعية الطبية في مستشفيات دولة الكويت من الأهمية بما لا يمكن الاستغناء عنها ؟ أو بمعنى آخر هل تتصف بالندرة وبعدم القدرة على التخلي عنها في المؤسسة الطبية ؟

الاجابة عن هذا التساؤل تحتاج الى وقف صريحة مع النفس والصراحة أحيانا قد تكون نتائجها أكثر فاعلية ، أن ما يحدث الآن للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي في دولة الكويت هـو إصرار على أن يستمر الوضع بالنسبة للمهنة كما هو ليس في الامكان أبدع مما هو عليه،إذا ما هي الفائدة أن نحافظ على أماكننا ولا نبحث في مستقبل المهنة في مجال الصحة ، حيث أن التخطيط بالنسبة للخدمة الاجتماعية في الخطة البعيدة المدى أو القريبة ليس هنا ما يساعد على أن نأخذ المهنة وضعها الصحيح.
نعود الى الشق الآخر لهذا التساؤل هو هل الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي عملة نادرة أم لا ؟
الندرة Rarity)) تعني في العمل المهني التخصصي الذي لا يمكن لأحد أن يقوم به غيره ؟ !

ولو نظرنا الى واقع عمل الأخصائي الاجتماعي في المجالات الطبية بوضعه الحالي لا تضح بكل صراحة أنه لو استغنى عنه ما حدث خلل في العمل الطبي والمجالات الطبية التي تستخدم الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيات.

والباحث يدرك أن هذا القول سيثير في نفوس البعض نزعة الدفاع عن الذات ولكن سبق القول أن مواجهة الواقع كم هو أفضل من انتظار أسوء منه في المستقبل ، وأن التغيير والتطور في مهنة الخدمة الاجتماعية الطبية هما الطريق الى بقاء واستمرارية المهنة.

وحتى نسير فــي الطريق الصحيــح واستخـــدام الأسلــوب العلمــيScience method seldom) queer ) حيث توجد طاقات وامكانيات في الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين لم تخرج الى الوضوح لأن الدعم والارشاد والتوجيه مفقود ، ولكن يمكن أن يخرج منها طاقة عمل جديدة تسير في تناسق مع بقية النظم الموجودة داخل الوحدة الصحية كمنسق اجتماعي Social System)) متكامل ، أن وضوح الدور أمام شاغليه وأمام المتعاملين معه والمستفيدين منه يؤدي الى فاعلية أكثر مما لو كان غير واضحا ، وهذا يؤدي في نفس الوقت الى أن يصبح شاغلة يتمتع بصفة الندرة وأن يكون له دورا واضحا ومرسوما في البناء الاجتماعي وتطبيق ذلك على المناطق الصحية ، حيث نجد أن قيام الأخصائي الاجتماعي الطبي بدوره يتصف بالندرة يجعله يشترك في نسج العلاقات الداخلية في المؤسسة الصحية ويجعل له أهمية بما لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة أو تكليفه بأعمال ادارية أخرى كما هو متبع حاليا في بعض المستوصفات والمراكز الصحية. ( 6 )



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
6) عبد الفتاح عثمان وآخرون – الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ومجال رعاية المعاقين – 1997 م .
التساؤل الثالث :
هل الدور واضح أمام الأخصائي الاجتماعي العامل في المجال الطبي ، وأمام المهن الطبية الأخرى وكذلك جمهور المستفيدين من خدماتها ؟‍‍ ‍‍‍

للاجابة على هذا التساؤل يلزم الاعتداد بالجهود التي يبذلها الأخصائيين الاجتماعيين منذ عام (1956) حتى الآن ، وذلك لايجاد دور واضح للأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي على وجهة الا خصوص ، والوضع الآن أفضل قليلا ولكنه محدود أمام الأعوام السابقة ، فقد وضح أمام الجميع من أن الهيئة الطبية في وزارة الصحة لديها خدمة اجتماعية تمارس في المجال الطبي وأمام جمهور المستفيدين على الأخص.

وان كان يوجد قصور ممتد يرجع الى عوامل عدة قد يكون الأخصائي الاجتماعي الطبي له يد فيها بشكل مباشر ، ولكن ليس هو المسئول الأول الوحيد عن عدم وضوح ابراز دوره مع قيادة المستشفى والمنطقة ، فهو شريك في المسئولية ممثلا في ادارة الصحة الاجتماعية مع المسؤولين من قياداته واداراته ولكن الدور الرئيسي في عدم بروزه ترجع الى قيادات وزارة الصحة ، حيث يوجد من الأخصائيين الاجتماعيين من لا يرغب في العمل وابراز عمله ، ولكن قصور الامكانيات المادية والعلمية والدعم المعنوي معوق كبير للتقدم دوره ، فقد ثبت من البحث الذي أجرته في وقت سابق أن وزارة الصحة لا تسمح للخدمة الاجتماعية أن تنمو كبقية المهن الأخرى لديها ، مثل وزارة التربية والشئون ، بحيث لا تدعم ماليا لأقسام الخدمة الاجتماعية ، ويعاني الأخصائي الاجتماعي الطبي من فجوة كبيرة مثل عدم تدريبه على المعلومات الطبية الأولية التي تمكن من التفاهم مع الأطباء والمهن الطبية بلغتهم مما جعله بعيدا عنهم أحيانا .( 7 )

وكذلك فإن معرفة الأخصائي الاجتماعي لنوع الأمراض quality Of Pathogenesis)) التي يعامل معها المستشفى أو المركز الطبي يجعله كالجسم لا يلبث أن يطرد أو يعزل عن أداء دوره بشكل سليم.

ودلالة على ذلك فإن بعض الأخصائيين الاجتماعيين الطبيين يمارسون أعمال ادارية (مثل كتبة في السجلات الدخول والخروج بالنسبة للمرضى) أو يتجهون الى مساعدة في أعمال توكل اليهم من الأقسام الأخرى حتى يستندوا مكانتهم الاجتماعية منها حيث لا يجدون الاستقرار النفسي في عملهم.

حيث ان الخدمة الاجتماعية الطبية نظام اجتماعي داخل نسق المؤسسة الصحية والمناطق الصحية ، وإذا لم يكون دور الأخصائي الاجتماعي واضحا فإن ذلك يؤدي الى خلل في النسق كله ، وان كان دوره واضحا تداخلت شبكة العلاقات وأمكن للأخصائي الاجتماعي ملاحظة ما يدور حوله في المناطق الصحية من خلل النظم الأخرى في النسق العام ، والوضوح كذلك يمكن للنظم الأخرى من التعامل معه على أساس واضح وصريح فهي تدرك ما هو عمله وحدود تدخله ومدى الاستفادة منه ، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنه ويصبح الأخصائي الاجتماعي ضروريا لمساعدة المريض وبذلك تكون له فائدة أمام المجتمع ، وأن صانع القرار يهمه بالدرجة الأولى العائد من تدعيمه لأي نظام أو مهنة متفق عليها.( 8 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
7 ) محمد كامل البطريق – الخدمة الاجتماعية مهنة ذات علم وفن – مكتبة الأنجلو المصرية – 1963
8 ) Corriel . F . social work I dialysis , university of California press - 1999
التساؤل الرابع :
هل تمارس الخدمة الاجتماعية الطبية بعملية وأسلوب تخطيطي أو تمارس بأسلوب تقليدي كما تمارس في المجالات الأخرى ؟

من واقع البحث العلمي Science Research)) توصل الباحث الى أن الخدمة الاجتماعية الطبية تمارس بأسلوب Style)) لا يختلف عما تمارس به في المجالات الأخرى للمهنة ، وهذا راجع الى قصور Defect)) في التدريب الميداني من الناحية والى الدور الغير واضح والمحدد للمجال الطبي في المستشفيات من الناحية الأخرى.( 9 )

رغم أن العمل بهذا المجال يجب أن يتميز شاغلوه بميزات تختلف عن المجالات الأخرى في قطاعات مختلفة لدور الأخصائي الاجتماعي ، فهو يعمل مع جميع شرائح المجتمع (Spleen community) مما يتطلب منه أن تكون لديه معلومات عامة ودراية واضحة عن المجتمع والقوانين الساريــة في مجال المؤسســات الصحية والنظم الاجتماعية Institutions Social)) والبيئة والعادات والتقاليد والمستويات الاقتصادية في الدولة.
أن الأخصائي الاجتماعي الطبي هو مندوب المجتمع في المنطقة الصحية ، فعليه أن يعمل مع ( المريض Patient) وأسرته ومجتمعه ، والجهاز الطبي ، والهيئة التمريضية ، والادارية والمجتمع ، في المؤسسة الصحية في ( دولة الكويت ) كما يجب أن يدرب تدريبا علميا Vocational Training)) جيدا وفق نظم علمية وأن يكون ذلك تحت اشراف أساتذة من كلية الطب وأساتذة من كلية الخدمة الاجتماعية وبالاستعانة بالممارسين في مجال الخدمة الاجتماعي في المؤسسات الطبية.
هذا وبعد عرض هذه التساؤلات وتحليل الوضع الحالي للخدمة الاجتماعية الطبية يعرض الباحث لنموذج تصوري conception Models)) لدور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي ، وذلك بصفة عامة ومحدد فيما يلي :

1- دوره كمغير اجتماعي :
الانسان حين يمرض تحدث له آثار جسمية قد تكون واضحة أو غير واضحة وكذلك يحدث له آثار اجتماعية وتغييرات نفسية Psychiatric Change)) واقتصادية ، فتغيير حياته ويحتاج الى من يتدخل معه لمواجهة المواقف الجديدة ،

وهنا يظهر دور الأخصائي الاجتماعي المدرب للعمل في مجال الطبي Medical Field)) ، فتدخله لأحداث التغير الاجتماعي Social Change)) تدخلا مقصودا بهدف مواجهة المواقف الجديدة الحادثة من المرض ، ومن المشاكل الاجتماعية المصاحبة للفرد المريض وهو كعميل في المؤسسة الطبية ، ومن هذا المنطلق فالأخصائي الاجتماعي الطبي يرى معاملة المريض كانسان مريض فإن تصوره المباشر أن هذا الكائن البشري محتاج الى المساعدة وهو قبل كل شئ له من احاسيس التي يتميز بها وشخصية التي تميزه عن كل شخصية انسانية أخرى قبل أن يكون مريضا في مؤسسة طبية علاجية ويقول د.روبنسون J.Robenson)) عن المريض ( في وقت كان المريض لا يرغب في دخول المستشفى لأن المكان دائما ) كان مرتبطا بالموت Dmmectedeath)) وكانت المعلومات المتعلقة بفهم الانسان غير متكاملة أصبحت الحاجة ملحة لأن يعرف الطبيب شيئا عن المريض ومن يحيطون به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
9 ) سامية محمد فهمي وآخرون – ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي – دار أم القرى – الأسكندرية – 1979 .
ومن هنا يمكننا أن نقول أن وجود الأخصائي الاجتماعي الطبي كمغير اجتماعي لحالة المريض داخل المؤسسة الصحية ، وله دوره في تحديد المفاهيم التي ترتبط حول ليكون العلاج وفق ما هو مرسوم ومحدد من الطبيب المعالج بذلك يكون الأخصائي الاجتماعي الطبي قد حدد إطار العلاج وشخص الحالة الاجتماعية له.

2- دوره في رسم خطة العلاج :

ان إغفال الناحية الاجتماعية في الأمراض هو كمعاملة الانسان معاملة الجماد Mineral)) أن اشتراك الأخصائي الاجتماعي المدرب على العمل بالمجال الطبي في رسم خطة علاجية مع الطبيب ليكون منذ البداية وصول المريض حتى خروجه من المستشفى ثم متابعته Continuance)) مما يؤدي الى مواصلة سرعة شفاء المريض وعودته لعمله مع اكتشاف طاقاته الكامنة والتي يمكن الاستفادة منها في تعويض النقص الحادث من المرض ، والعمليات الجراحية المصاحبة أو المرتبطة بحياة المريض وأسرته وعمله ، وكدور محدد من الأخصائي الاجتماعي الطبي ، والتنظير (Theorization) يعني هنا المسلمات العلمية Scientific Truism)) التي تحدد القواعد التي تحكم نشاط معين ( 10 ) . وهي مسلمات للأبد وأن ترتكز أما القوانين ( Laws) التي بالتالي تحكم عمل الأخصائي الاجتماعي وفق النظم واللوائح داخل المؤسسة وعمل الأخصائي الاجتماعي في ضوء خدمات المتوفرة داخل مجال عمله وبيئته أو عمل النماذج Models)) التي تحكم طريقة التعامل مع المحيطين بالمريض من أسرته والتي تحكم طريقة العلاج المصاحب لحياة المريض في مجتمعه.( 11 )

وهي عبارة مستويات ثلاثة لتحقيق صدق قضية العلاج الاجتماعي وبين الحتمية والجوازية ، ومن هنا يمكننا القول ان التنظير في مجال الخدمة الاجتماعية عامة والطبية خاصة لا يعني قبولا تاما بها ولكنها آخر فرضية يمكن خضوعها للتطوير والتغيير لأنها ترتبط بحياة المريض وخدمة الطبيب والاخصائي الاجتماعي الطبي المعالج.

3- دوره كمنظم اجتماعي :
الخدمة الاجتماعية الطبية نظام اجتماعي Social system)) داخل الوحدة الصحية وتعمل مع النظم والأدوات الأخرى داخل النسق الأكثر الأكبر وهو المجتمع.

ويمكن أن يدرب الأخصائي الاجتماعي على أعمال منظم اجتماعي ذلك لتسهيل مهمة المرضى في الحصول على خدماتهم وحصول أسرهم على المساعدات العينية التي تعوضهم عن الخلل من مرض رب الأسرة.

مما سبق يتضح أن هناك عوامل في ذات المريض وفي بيئته تجعل لكل فرد شخصيته وفرديته واتجاهاته التي تحدد معنى المرض بالنسبة له ، ووجود النظام الصحي الاجتماعي التي تحدد شخصية المريض ونظام المؤسسة الصحية ( 12 ) ، فلذلك هناك عدة عوامل تحدد هذا النظام وفق محددة مرتبطة بالمريض ، وهذه العوامل يمكننا يما يلي تحديدها:




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
10 ) اقبال بشير وآخرون – الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي والتأهيل النفسي – مكتبة الجامعة الحديثة – الأسكندرية – 1980
11) Vick . R . social work service . Academy medical systems – 1999
12) محمد ابراهيم الطوبجي – الرعاية الاجتماعية للمرضى – مكتبة الجامعة العربية – القاهرة – 1982
1- عوامل راجعة لطبيعة المريض.
2- عوامل تحددها المرض بالنسبة للشخص المريض فالمرض المزمن يختلف في معناه عن المرض العادي.
3- عوامل راجعة للمريض نفسه.
4- عوامل راجعة لأسرة المريض.
5- عوامل راجعة لنظام المؤسسة الطبية (المستشفى).
6- عوامل راجعة للمجتمع بالنسبة للمرضى.

كما يتطلب من الأخصائي الاجتماعي الطبي في هذه الحالات العمل وفق نظام العمل مرتبطة بمهنة الخدمة الاجتماعية وقواعد العمل بها ومراعاة النظام الاساسي للعمل في المجال الطبي لتقديم الخدمات وفق ما يراه لمساعدة المريض من جهة ومراعاة قواعد ادارة المستشفى ، ويعمل على عدم تضارب هذه المهمات وبتالي تقدم الخدمة الاجتماعية الطبية إطارها المرسوم وفق قواعد العمل الطبي ، بما لا يتعارض مع دور الطبيب والهيئة التمريضية مع دوره الانساني في هذا النظم الاداري.

مقترحات لتحسين الأداء :

1- اختيار نوعيات خاصة من الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين للعمل في المجال الطبي.

حيث ان الاختيار حاليا يتم بطريقة عشوائية ، مع اللذين يحملون بكالوريوس خدمة اجتماعية زائد التدريب الميداني في مراحل النهائية من الدراسة النظرية الى جانب ان هناك الكثير اللذين تم تعيينهم في المجال الطبي كأخصائيين وأخصائيات اجتماعيين غير متخصصين في مجال الخدمة الاجتماعية أساسا الى جانب عدم وجود تدريب ميداني سبق التعريف أو التعرف على المجال الطبي أو المؤسسة الاجتماعية في تحديد ميدان عملهم ن وكذلك في كيفية التعامل مع الفرد والمجتمع أو حتى معرفة طرق الخدمة الاجتماعية أو كيفية تطبيق الخدمة الاجتماعية مما أدى الى انحدار مهنة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ، ومما أصبحت المهنة خالية من أهدافها وفلسفتها وبالتالي أدى الى أن بعض من العاملين في المجال الطبي أخذ يتدخل في مجالات أخرى في المؤسسة الطبية وبالتالي يؤدي خدمات غير منوطة في مجال عمله ، وهذا أدى الى عدم احترام المهنة وتقديرها من الآخرين وبالتالي ضياع مكانتها داخل المستشفى لأن ظروف اختلاف مع الغير مهنيين أساسي في مجال عمل الخدمة الاجتماعية .

2- تدريب الأخصائي الاجتماعي طبيا قبل نزوله الى العمل الميداني وتوضيح أهمية الخدمة الاجتماعية بالنسبة للمريض وعلاقتها بمختلف الأمراض.

برامج التدريب الميداني تم بالتعاون من أساتذة الخدمة الاجتماعية حيث أن عمليات الطب لا تخرج طبيب اجتماعي بل طبيب يتعامل مع الجسم البشري ولا يهتم بالنواحي الاجتماعية أو النفسية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
13 ) Elizabeth . H . social work change , Ashgate publishing company July 2000

كما أن يشترك الأخصائي الاجتماعي الطبي ذو الخبرة الطويلة في تدريب طلبة الطب ومدارس التمريض لإعطائهم الفرص لتفهم النواحي الاجتماعية والنفسية والانفعالية وعلاقتها بالجسم وتأثيرها على المريض حتى يمكن أن يؤخذ في الاعتبار طبقا لما هو متبع في التطور الحديث في العلاج ن كما تشمل عملية التدريس والتدريب تفهمهم بالدور الذي يلعبه الأخصائي الاجتماعي الطبي في المؤسسة الطبية ومدى امكانية اشتراكهم مع الأطباء وهيئة التمريض في علاج المريض حتى هذا التدريب عن طريق القاء المحاضرات والندوات أو الاجتماع مع الطلبة على هيئة مناقشات جماعية.

كما يقوم الموجهون في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية الذين تخصصوا في هذا الميدان بالتدريب وتدريب الطلبة لزيارة أقسام الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات للاطلاع على نظام العمل بها Action labor system)) وكذلك العمل على عقد مناقشات فردية وجماعية للطبية لتشجيعهم على العمل في هذا الميدان واعطائهم الفرص المختلفة للتعرف على الجوانب الخفية فيها بهدف ممارستهم عمليا على طرق الخدمة الاجتماعية في الميدان الطبي بصفة عامة وعلى فروعه بصفة خاصة ، وكذلك العمل على تهيئتهم لاكتساب الخبرات والمهارات Skills)) الفنية للعمل في المجال الطبي مستقبلا.

وهذا يلزم أن يقوم قسم الخدمة الاجتماعية الطبية في المستشفى بدعوة بعض الأطباء المتخصصين في فروع الطب المختلفة واللذين لديهم المام بمجال الخدمة الاجتماعية والمتعاونين مع القسم لالقاء محاضرات الطلبة وللتعرف على الجوانب الطبية للأمراض المختلفة وطريقة حياتهم مع العلاج وربطها بالعوامل الاجتماعية ، وكذلك لأهميتها بالنسبة للطلبة لمعرفة الجوانب والعوارض المصاحبة للمريض في فترات بقائه في المستشفى من الأمراض ومعرف أسماء الأمراض باللغة اللاتينية وتحديد جوانب العلاج بالنسبة للمريض وزيادة المعرفة الطبية في مجال العمل الطبي والخدمة الاجتماعية.

3- تحديث المعلومات المهنية للأخصائي الاجتماعي العامل في المجال الطبي داخل المؤسسة الصحية.

حيث أن العلاقة بين الممارسة والتنظيم منقطعة تماما عبر بعض من يتولون القيادة والاشراف حصلوا عليها بواقع أقدميتهم الوظيفية فقط ، ومن الأفضل في مجال الخدمة الاجتماعية أن يجدد الأخصائي الاجتماعي العامل في المجال الطبي معلوماته العلمية في عدة مراكز ومستشفيات مخصصة ، ويدخل في أماكن جديدة على المجال الطبي مثل عيادة الطوارئ الخارجية (Emergency Outpatient) قبل دخول المريض الى الجناح(word) أو في خلال مراحل الكشف المبتدئ لحالته مع الطبيب ، أي يكون همزة الوصل بين الطبيب وأسرته في مرحلة الكشف المبكرة مثلا ، وهذه جديدة في المجال الطبي للأخصائي الاجتماعي في الكويت. وكذلك العمل من خلال الدراسات العليا والدبلومات المتخصصة في تنمية القدرات والخبرات والمعرفة بالأمور الطبية التي يجب أن يزود بها الأخصائي الاجتماعي قبل تنمية ذاته في المجال ، وكذلك الالمام الكافي لأنواع الأمراض التي تتعلق بمجال عمله وذلك حتى يدرك حقيقة ما يشكو منه المريض ادراكا علميا ، ويمكن الأخصائي الاجتماعي الاحاطة بمبادئ التحليل النفسي والطب النفسي لمعرفة كيفية التغلب على هذه العوامل التي تواجهه في عمله لاستكمال الرعاية الاجتماعية Social Welter)) وكذلك الرعاية الصحية للمريض مع الالمام التام بمبادئ الصحة العامة وبرامج التوعية والتثقيف الصحي ، ويتم كل تلك المعرفة خلال فترة تدريب كافية حتى يمكنه الحصول على بعض المعلومات الأساسية التي يتطلبها العمل أو المجال الذي يعمل به مثل (الدرن – أمومة – طفولة – أمراض مستعصية ......الخ) ليس هذا فقط بل ويعمل على الوقوف على كل ما هو جديد ويستفيد منها لتطوير مستواه العملي والعلمي بالمؤسسة الطبية.

ولا بد للأخصائي الاجتماعي Social Work)) أن يستخلص من تلك الفترة التي يعمل بها في المجال الطبي كيانا علميا وعمليا واضحا بذاته يساعده في تكوين شخصيته في العمل .... ويستفيد منها أيضا في اتقان عمله وسرعة انجازه وكيفية مواجهة المسؤوليات الجديدة في مجال عمله حتى يكون على دراية وفهم وتخصص.

خاتمة البحث :

يرجو الباحث أن يكون وقد وفق في هذا البحث خاصة وأنه يتناول تحليل الدور الفعلي للأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي.

وبما أن الخدمة الاجتماعية الطبية هي مجموعة المجهودات الاجتماعية الموجهة الى مساعدة الطبيب المتعامل مع المريض في تشخيص بعض الحالات الغامضة ، وفي رسم خطة علاجية لها ، والتي تمكن المرضى من الانتفاع بالعلاج المقدم لهم ، والى ازالة العوائق التي تعترض طريق انتفاعهم من الفرص العلاجية المهيأة لهم ، والوسيلة الأساسية التي تستخدم في تحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية من خلال خدمة الفرد ، ولكن هذا لا يمنع الأخصائي الاجتماعي الطبي من أن تمتد جهوده الى خارج نطاق خدمة الفرد بالقدر الذي تتطلبه مصلحة ودقة العمل. ومن تعريفي للخدمة الاجتماعية الطبية ومن بين طيات بحثي هذا أستطيع أن أتيقظ الى حقيقة هامة وهي دقة اختيار الأخصائيين الاجتماعيين اللذين يعدون لازدياد ميدان الخدمة الاجتماعية الطبية واعدادهم الكافي ويجب أن يشمل الحد الأدنى لهه الأعداد ما يلي :

1- معرفة الطب النفسي الاجتماعي وأنواع الاضطرابات السلوكية.
2- الفهم الجيد للنواحي الاجتماعية للمجتمع.
3- المعرفة العامة الشاملة لجميع القوانين واللوائح التي تحكم ادارة المؤؤسة الصحية.
وقد تعرضنا في بحثنا هذا الى موضوع من الأهمية بالامكان أن تتعرض له الأبحاث والدراسات الحديثة ، كما يحتله من أهمية بالغة في حياة المجتمعات الحديثة ، والتي تتسم بالسرعة والتطور المذهل مما ينعكس أثره بالطبع على الجماعات بل وعلى الأفراد ن ومن هنا لزم لمهنة الخدمة الاجتماعية الطبية أن تتواجد في كل الحيان وفي كل الأماكن المتواجد فيها المريض للعلاج ، وأثناء تواجده داخل تلك المؤسسات والمستشفيات حيث تمتد أثر الخدمة الاجتماعية وتحديث دوره في المجال الطبي تجاه الفرد المريض ، وكذلك بعد خروجه من المستشفى نظرا لأهمية ذلك للفرد العميل ( Client) حتى يكتمل شفائه ويعود عضوا نافعا في مجتمعه وحتى تؤدي الخدمة الاجتماعية دورها الريادي في المجال الطبي. وبذلك يمكن حصر مسئوليات وجهود الأخصائي الاجتماعي الطبي في النقاط الهامة التالية :
1- مسئوليات تتعلق بالتنظيم الداخلي.
2- مسئوليات ادارية وفنية.
3- مسئوليات نحو المجتمع.
ولا يتبادر الى الذهن أن الأخصائي الاجتماعي في هذا الميدان هو الذي ينفرد بالتشخيص والدراسة أو يحسم طريقة العلاج .. بل أن مساهمة في العملية العلاجية هي التي تستدعي كل هذه الخبرة عن العلاقات الانسانية وعن طريق تقوية النواحي الاجتماعي المرغوب فيها في شخصية الفرد .. وكذلك مساعدته على التلاؤم مع الظروف الواقعية في حياته داخل المستشفى.
المراجــع
www.5edmacairo.yoo7.com
1) المراجع العربية
1- اقبال بشير وآخرون – الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي والتأهيل النفسي – المكتب الجامعي الحديث – الاسكندرية 1980 ص 117 .
2- محمد درويش المعصرواي – دور العلم في الصحة والمرض – مكتبة القاهرة الحديثة – القاهرة 1968 ص 24 .
3- سلوى عثمان الصديقي – الرعاية الطبية والنفسية من المنظور الاجتماعي – دار الهدى للمطبوعات – القاهرة 1982 .
4- محمد ابراهيم الطوبجي – الرعاية الاجتماعية للمرضى – مكتبة جامعة الدول العربية – القاهرة 1982 .
5- محمد عبدالمنعم نور – الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل – مكتبة القاهرة الحديثة – القاهرة 1971 .
6- سامية محمد فهمي وآخرون – ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الصحي – دار أم القرى – الاسكندرية –1979 .
7- محمد كامل البطريق – الخدمة الاجتماعية مهنة ذات علم وفن – مكتبة الأنجلو- القاهرة 1963.
8- عبدالفتاح عثمان وعلي الدين السيد محمد – الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ومجال رعاية المعوقين – القاهرة 1997 .

2 ) المراجع الأجنبية :
1) Anselm . L strauss , social work organization of medical work ,
transation publishers , July 1997 .
2) Jack Rudman , Medical social work Assistant , National Leaming corporation , Jun 1994
3 ) Jack , R , Medical social work coordinator , National Leaming corporation , July 11994
4 ) Corriel . F . social work I dialysis , university of California press - 1999
5) Vick . R . social work service . Academy medical systems - 1999
6 ) Elizabeth . H . social work change , Ashgate publishing company July 2000
محمود المصراوى
محمود المصراوى
عضو ذهبى

مساهماتى فى المنتدى؟ : 1061
تاريخ التسجيل : 13/02/2011
العمر : 32
الموقع : elmasrawy.7olm.org

http://elmasrawy.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى