ماذا يفعل الفراغ بالانسان ؟؟

- ماذا يفعل الفراغ في الانسان ؟
يجعله يعيش هائما ، سابحا ، لا يتكئ على مرجعية ، ولا يستند على أمل ، يغيب عن الحياة ما يمكن أن ينقذ روحه أو يدفعه للعمل ، أو يرفعه قليلا عن الصغائر والبدائل وهوامش العيش والكسل والملل.


- ماذا تفعل الوحدة في الانسان؟
تجعله منسحبا إلى الذات ، يجتر الذكريات ، يركن للماضي وسجّل الحياة ، يعيش الأمس ، والغد الباهت ، تسجن الروح وتسوّر الجسد ، العقل ضائع ، والأشياء حبائل من مسد.


- ماذا تفعل الغيرة في الانسان ؟
تجعله كوتر مشدود أو كسهم مكسور ، الأفق محصور ودرجة الحرارة عالية ، لا يعرف المطلوب والقلب معطوب ، والرؤية للسواد مائلة .


-ماذا يفعل الصدق في الانسان ؟
يجعله شفافا ، حساسا ، مرهفا ، القلب متسع العقل منضبط والروح طائرة ، يمشي كملك وينام كطفل ، تمسي الدنيا بساطا أخضر والحياة أجمل وأرحب وأكبر .


- ماذا يفعل الكذب في الانسان ؟
يجعله متذبذبا والقلب مستعر ، والروح ممتعبة والنفس مرهقة وأحلام الليل فاسدة ، وكل نهار هو مثقل بالخطايا والأمور التافهة .


- ماذا يفعل الرضا في الانسان ؟
يجعله كريشة طائرة أو جناح مغّرد في الريح والفضاء ، العين مسكنها النجم والقلب منطقه الهناء ، الحياة يمكن أن تكون كسرة خبز أو برجا في السماء .


- ماذا يفعل الانتظار في الانسان ؟
يجعل قلبه ملتصقا بحس الاقدام الآتية ، وعقله معلقا بالمحطات والأرصفة والسفن القادمة ، يجعل الروح مسافرة أو آبية ، ترحل كل الأشياء ، ولا تبقى إلا الأمور الغائبة .


- ماذا يفعل الحب في الانسان ؟
يجعله كالماء الجاري كالقمر الساري ، كالظل حين يكون النهار ناريا ، يقّلم العداء ، ويروض الشراسة ، يجلب النور و الحبور ، يجعل للمرء غاية ، يطبعه بالسماحة والصراحة وتكون الدنيا زاهية .


- ماذا يفعل النجاح في الانسان ؟
يجعل أفقه كل المدى ، يصبح طعم الحياة أحلى ، ثمة قشعريرة ترجف البدن لا تخفى .


- ماذا يفعل الفشل في الانسان ؟
إما يقودك إلى طريق آخر ومختلف ، وإما تظل تتبع ظلك الفاشل حتى العمى .


-ماذا يفعل الظلم في الانسان ؟
هو الأمر الوحيد الذي لا يمكن أن ينسى ، وهو الأمر الوحيد الذي يشعر الانسان فيه بأن نجما خرّ على رأسه من السماء وهوى ، هو الأمر الوحيد الذي يجعل من شيطان النفس يكبر ... ويكبر حد الأذى .


-ماذا يفعل الانسان في الانسان ؟
يمكن أن يرفع الستار لتدخل الشمس أو يرفع الجدار ليمنع حتى الهمس ، قادر أن يجعل ضحكتك خيطا لا ينقطع من فرح وعمل ، قادر أن يغرقك في الضجر والطين والوحل ، قادر أن يجّرك إلى حرب أو يلوّن الحياة بالحب والمعرفة والأمل